«أوتشا»: تصاعد العنف يوقف الإغاثة ويُفاقم معاناة سكان غزة

أكد تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، الأربعاء، أن قطاع غزة يواجه اليوم على الأرجح أسوأ أزمة إنسانية منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس قبل أكثر من عام ونصف العام. 

وأوضح التقرير أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة منعت دخول المساعدات الإنسانية منذ أكثر من 50 يوماً، في وقت تتعرض فيه فرق الإغاثة لهجمات قاتلة، وتُفرض قيود قاسية على حركة الأفراد والبضائع داخل قطاع غزة، وفق وكالة الأنباء الألمانية.

أظهر استطلاع شاركت فيه 43 منظمة إغاثة دولية ومحلية فلسطينية أن الغالبية اضطرت إلى "تعليق الخدمات أو وقفها بصورة كبيرة" منذ تجدد القصف الإسرائيلي في 18 مارس الماضي.

وأشارت المنظمات إلى أن استمرار الاستهداف العسكري والمضايقات الميدانية يعوقان إيصال المساعدات الأساسية للمحتاجين.

نصف مليون نازح جديد

قدّرت الأمم المتحدة أن عدد النازحين داخلياً في غزة منذ مارس بلغ نحو نصف مليون شخص، ما يرفع منسوب المأساة الإنسانية في ظل تكدس عشرات الآلاف في مراكز الإيواء المؤقتة التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، من غذاء ومياه وصرف صحي.

قالت منظمة أوكسفام الدولية إن سكان القطاع يواجهون أزمة مياه غير مسبوقة، بعد أن تعرضت منشآت المياه والصرف الصحي للقصف أو التوقف التام بسبب انقطاع الكهرباء.

وأضافت أن ندرة المياه النظيفة، إلى جانب انعدام الغذاء وارتفاع الأسعار، يهددان بانتشار الأوبئة والمجاعة في أوساط المدنيين.

حرب بلا هوادة

اندلعت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في أكتوبر 2023، عقب تصاعد غير مسبوق في الهجمات المتبادلة، ومنذ ذلك الحين، تعرض قطاع غزة لحملات عسكرية متكررة، أسفرت عن دمار واسع ونزوح جماعي، وسط فشل في الوصول إلى تهدئة دائمة أو ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية.

وتستمر الأصوات الدولية بالمطالبة بوقف العمليات العسكرية واحترام القانون الدولي الإنساني، دون أي استجابة فاعلة حتى اليوم.

وأسفرت الحرب عن استشهاد أكثر من 51 ألف شخص وإصابة أكثر من 116 ألفًا، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقًا لبيانات وزارة الصحة في غزة، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة وسط أزمة واحتياجات إنسانية هائلة.